1-شيخنا الفضيل هل يجوز قول اعظم الله اجركم في العزاء؟ ماذا نقول بالضبط؟

الجواب :

اقول مستعينا بالله.

يقول المسلم فِي تَعْزِيَةِ الْمُسْلِمِ بِالْمُسْلِمِ : أَعْظَمَ اللَّهُ أَجْرَكَ ، وَأَحْسَنَ عَزَاءَكَ ، وَغَفَرَ لِمَيِّتِكَ .

وَفِي تَعْزِيَةِ الْمُسْلِمِ بالْكَافِرِ : أَعْظَمَ اللَّهُ أَجْرَكَ ، وَأَخْلَفَ عَلَيْكَ ، أَوْ أَلْهَمَكَ الصَّبْرَ ، أَوْ جَبَرَ مُصِيبَتَكَ وَنَحْوَهُ . وَفِي تَعْزِيَةِ الْكَافِرِ بِالْمُسْلِمِ : غَفَرَ اللَّهُ لِمَيِّتِكَ ، وَأَحْسَنَ عَزَائَكَ .

وَيَجُوزُ لِلْمُسْلِمِ أَنْ يُعَزِّيَ الذِّمِّيَّ بِقَرِيبِهِ الذِّمِّيِّ ، فَيَقُولُ : أَخْلَفَ اللَّهُ عَلَيْكَ ، وَلَا نَقَصَ عَدَدُكَ . 

والحمد لله.

والله اعلم

الشيخ منصور بنوت


2-السلام عليكم سماحة الشيخ هل صحيح عندما تموت المرأة لا يجوز فتح قبر زوجها وان تدفن فوقه؟حيث انها لم تعد حلاله؟


الجواب:

بسم الله, والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:


لا يجوز دفن شخصين في قبر واحد إلا لضرورة -كضيق ‏مكان، أو تعذر وجود من يحفر القبور، أو عدم وجود مقبرة أخرى للمسلمين، كما هو ‏الحال في بلاد غير المسلمين اليوم- سواء كانا رجلين أو امرأتين أو رجل وامرأة، وسواء كانت بينهما محرمية أو كانا أجنبيين ما لم يبلَ الميت الأول، ومرجع ذلك إلى أهل الخبرة .


وما دام أنه قد تم الدفن فلا يُنبَش إذا كان قد تغير جسد الميت, وقد اعتبر أهل العلم ذلك من المثلة، وهي محرَّمة, لأن للميت حرمة مثل حرمته حياً، ولا يجوز نبش القبر ما دام به صاحبه إلا لمبيح شرعي، وأما إذا بلي وصار تراباً، فلا حرج في أن تستَغَلَّ البقعة التي كان فيها في دفن غيره، أو في غرض


وقال الإمام النووي -رحمه الله تعالى- في كتابه "المجموع": (وأما نبش القبر فلا يجوز لغير سبب شرعي باتفاق الأصحاب، ويجوز بالأسباب الشرعية..., ومختصره أنه يجوز نبش القبر إذا بلي وصار تراباً، وحينئذ يجوز دفن غيره فيه، ويجوز زرع تلك الأرض، وسائر وجوه الانتفاع...), إلى أن قال: (وهذا كلُّه إذا لم يبق للميت أثر من عظم وغيره، إلا أنه إذا دعت ضرورة لإدخال ميت على آخر قبل بلاء الأول جاز).


وعليه، فلا حرج في نبش القبور القديمة ليُدفَن فيها أمواتٌ جدد إذا كان أصحابها قد بلوا وصاروا تراباً، وكذا إذا لم يكونوا قد بلوا إن دعت إلى ذلك ضرورة فهو من إدخال ميت على آخر، وتقدم كلام النووي فيه.


وبصفة عامة فإن القبر لا يخلو من حالين:

- الأولى: أن يكون مندرساً وبليَ من فيه من الأموات ولم يبق لهم أثر، وهذا يجوز الدفن فيه، قال النووي: (يجوز نبش القبر إذا بلي الميت وصار تراباً، وحينئذ يجوز دفن غيره فيه).

- الثانية: أن يبقى للأموات فيها أثر، فعندئذ لا يجوز نبشها، ولا التعدي على حرمة مَن فيها من أموات المسلمين، قال خليل في "مختصره": (القبر حبسٌ, لا يُمشَى عليه ولا يُنبَش ما دام به).


وقال ابن قدامة في "المغني": (إن تيقن أن الميت قد بلي وصار رميماً جاز نبشُ قبرهِ ودَفنُ غيرهِ فيه، وإن شك في ذلك رجع إلى أهل الخبرة، فإن حفر فوجد فيها عظاماً دفنها وحفر في مكان آخر، نص عليه أحمد).


أما إذا حصَلَت ضرورة بأن كَثُرَ القتلى أو الموتى في وباء أو هدم وغرق أو غير ذلك وعسر دفن كل واحد في قبر فيجوز دفن الاثنين والثلاثة وأكثر في قبر بحسب الضرورة.


وهذا هو فعل الصحابة ومَن بعدَهم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم: (كان يدفن ‏كل ميت في قبر واحد), وأما الدليل على أنه يجوز دفن أكثر من واحد في قبر واحد ‏لضرورة, فهو قول هشام بن عامر، قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ‏أحُد فقلنا: يا رسول الله, الحفر علينا لكل إنسان شديد, فقال رسول الله صلى الله عليه ‏وسلم: ((احفروا وأعمقوا، وأحسنوا، وادفنوا الاثنين والثلاثة في قبر واحد))، قالوا: فمن ‏نقدم يا رسول الله؟ قال: ((قدِّموا أكثرهم قرآناً)), [رواه النسائي، والترمذي, وقال: حسن ‏صحيح]‏.


وقالوا: فإن اجتمع رجل وامرأة لضرورة فإنه يباعَد بينهما قدر الإمكان، كأن يوضع بينهما ‏حاجز من تراب، وإن كان معهما صبي قُدِّم الرجل، ثم الصبي، ثم المرأة.‏


أما موضوع حلاله أو حرمته( أي العلاقة بين الزوجين بعد الموت) فقد اختلف العلماء بهذا الأمر فمنهم من قال بمجرد الموت تنقطع العلاقة ويصبح اجنبي عنها ولا يغسلها ولا تغسله وهذا قول الاحناف

والثاني انه يغسلها أحدهما الآخر لقول

السيدة عائشة رضي الله عنها ( لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسَّل رسول الله إلا أزواجه )

وعنها أيضا ً ( بأن الرسول صلى الله عليه وسلم رجع من جنازة بالبقيع ، فمر عليها عاصبة رأسها تقول: وا رأساه! فقال: بل أنا يا عائشة ! وا رأساه، ثم قال لها: وما يضرك إن أنتِ مِت قبلي، فقمتُ عليكِ، وغسلتك، وكفنتك، وصليت عليك؟ قالت: ما إخالك إلا أن تُعرِّس على فراشي من ليلتها ) والمؤلف يسوق هذا من حديث عائشة : ( لو مِت قبلي غسلتك ) وهذا فيه دليل على أن الزوج يغسل زوجته.

إذاً: لم يبق حاجة إلى وجود الخلاف في أن الموت هل ينقضي به العقد الزوجي، أو أنه يرفع المحرمية فيما بين الزوجين؟ فالرسول يقول لـ عائشة : ( لو مِت قبلي غسلتك ) إذاً أثر الزوجية باقٍ، والذين يقولون هي تغسله وهو لا يغسلها، أو هو يغسلها وهي لا تغسله، كل هذا استنباط بعيد عن هذا النص الموجود.


والله تعالى أعلم

الشيخ منصور بنوت



3-السلام عليكم: سؤال في بعض الأشخاص عندما يموت شخص بعد دفنه يحكون معه يقولون له سوف يأتيان ملكان يسالانك عن دينك الى اخره هل جنازة لازم تكون صامتة ؟

الجواب:


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد .

يقول الامام محيى الدين النووي في المجموع.

قال جماعات من أصحابنا يستحب تلقين الميت عقب دفنه فيجلس عند رأسه انسان ويقول يا فلان ابن فلان ويا عبد الله ابن أمة الله أذكر العهد الذي خرجت عليه من الدنيا شهادة أن لا اله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن الجنة حق وأن النار حق وأن البعث حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور وأنك رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا وبالقرآن إماما وبالكعبة قبلة وبالمؤمنين إخوانا زاد الشيخ نصر ربي الله لا إله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم فهذا التلقين عندهم مستحب ممن نص على استحبابه القاضي حسين والمتولي والشيخ نصر المقدسي والرافعي وغيرهم ونقله القاضي حسين عن أصحابنا مطلقا وسئل الشيخ أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله عنه فقال التلقين هو الذي نختاره ونعمل به قال وروينا فيه حديثا من حديث أبي أمامة ليس إسناده بالقائم لكن اعتضد بشواهد وبعمل أهل الشام قديما هذا كلام أبى عمرو

قلت( الامام النووي ) حديث أبي أمامة رواه ابو القاسم الطبراني في معجمه باسناد ضعيف ولفظه عن سعيد بن عبد الله الأزدي قال " شهدت أبا امامة رضي الله عنه وهو في النزع فقال إذا مت فاصنعوا بي كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إذا مات أحد من اخوانكم فسويتم التراب على قبره فليقم أحدكم على رأس قبره ثم ليقل يا فلان ابن فلانه فإنه يسمعه ولا يجيب ثم يقول يا فلان ابن فلانة فإنه يستوي قاعدا ثم يقول يا فلان ابن فلانة فإنه يقول أرشدنا رحمك الله ولكن لا تشعرون فليقل أذكر ما خرجت عليه من الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وانك رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا وبالقرآن إماما فان منكرا ونكيرا يأخذ كل واحد منهما بيد صاحبه ويقول انطلق بنا ما نقعد عند من لقن حجته فقال رجل يا رسول الله فإن لم نعرف أمه قال فينسبه إلى أمه حواء يا فلان ابن حواء " قلت فهذا الحديث وإن كان ضعيفا فيستأنس به وقد اتفق علماء المحدثين وغيرهم على المسامحة في أحاديث الفضائل والترغيب والترهيب وقد أعتضد بشواهد من الأحاديث كحديث " واسألوا له التثبيت " ووصية عمرو بن العاص وهما صحيحان سبق بيانهما قريبا ولم يزل أهل الشام على العمل بهذا في زمن من يقتدى به وإلى الآن وهذا التلقين إنما " هو في حق المكلف الميت اما الصبي فلا يلقن والله أعلم .

انتهي كلام النووي

وهذه وصية عمرو ابن العاص التي أخرجها الامام مسلم في صحيحه من طريق عبد الرحمن بن شماس المهري رحمه الله أنه قال: (دخلنا على عمرو بن العاص وهو في سياقة الموت، فبكى حتى علا نحيبه، ثم استدار ناحية الجدار، فقال له ابنه عبد الله: يا أبت! ألم يبشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا؟ ألم يبشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا؟ فقال: يا بني! إن أفضل ما نعد: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإني لعلى أطباق ثلاثة، ولقد رأيتني وما أحد أبغض إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أحب إلي أني استمكنت منه فقتلته، ولو أني مت على تلك الحال لدخلت النار، فلما شرح الله تعالى صدري للإسلام أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله! ابسط يمينك فلأبايعك، فبسط يمينه فقبضت يدي، قال: مالك يا عمرو ؟ قلت: يا رسول الله! أشترط، قال: تشترط بماذا؟ قال: قلت: أشترط أن يغفر لي. قال: يا عمرو ! أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله؟ أما علمت أن الهجرة تهدم ما كان قبلها؟ أما علمت أن الحج يهدم ما كان قبله؟ ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي من كل شيء، وما كنت أطيق النظر إلى وجهه، ولو أني سئلت أن أصفه ما أطقت؛ لأني لم أكن أملأ عيني من النظر إليه صلى الله عليه وسلم، ولو مت على تلك الحال لرجوت الله أن يدخلني الجنة، قال: ثم ولينا من هذا الأمر، ولا ندري ما الله صانع بنا فيها، فإذا أنا مت فلا تتبعني نائحة ولا نار، فإذا دفنتموني فشنوا علي التراب شناً، وامكثوا عند قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها كي أستأنس بكم، وأراجع رسل ربي).


وأخرج ابو داوود عن عثمان ابن عفان رضي الله عنه قالَ : كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا فَرَغَ مِنْ دَفْنِ الْمَيِّتِ وَقَفَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : " اسْتَغْفِرُوا لِأَخِيكُمْ ، ثُمَّ سَلُوا لَهُ بِالتَّثْبِيتِ ، فَإِنَّهُ الْآنَ يُسْأَلُ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ .


اما صيغة التلقين فرواها الطبراني بسند ضعيف واعتضد بالحديثين السابقين.

ومنهممن قال التلقين عند الاحتضار لحديث( لقنوا موتاكم لا اله الا الله )(واقرؤا على موتاكم ياسين ). وبعد الدفن للحديث (اسْتَغْفِرُوا لِأَخِيكُمْ ، ثُمَّ سَلُوا لَهُ بِالتَّثْبِيتِ ، فَإِنَّهُ الْآنَ يُسْأَلُ ).

والله اعلم

الشيخ منصور بنوت



4- السلام عليكم شيخنا الكريم,اذا وحدة توفى زوجها وهي بالعدة يعني ما لازم تحكي مع رجل اجنبي الا للضرورة,طيب اذا كانت بغروب مختلط هل بجوز انها تشارك فيه خلال فترة العدة؟ لانو الواتس اب بيعكس النفسية وشخصية الانسان ومن كلامه ممكن تحسي فيه. فهل يجوز او لا !¡


الجواب:


ﻻ مانع اذا كان الغروب مختلط وليس الهدف من المشاركة استمالت أحد ولا يؤدي إلى مفاسد .

والله أعلم

الشيخ منصور بنوت