1-ما هو حكم التدخين و الأركيلة ؟وما حكم بيعه؟
الاجابة: الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن بيع الدخان حرام لما فيه من الضرر البين على الجسم، والله تعالى قد أحل لنا كل طيب، وحرم علينا كل خبيث. قال سبحانه:يَسْأَلونَكَ مَا ذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ [ المائدة:4]، وقال سبحانه:وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ [الأعراف:].
ومما لا شك فيه أن الدخان من الخبائث التي اتفق على خبثها المسلمون والكفار، والله تعالى إذا حرم شيئاً حرم ثمنه، ولذلك فإن التبغ -بجميع أنواعه- لا يجوز تعاطيه ولا ترويجه ولا الاتجار به ولا الإعانة في ذلك كله؛ لأدلة شرعية معتبرة منها:
1 - قول الله تعالى في وصف نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحلُّ لهم الطيبات ويحرِّم عليهم الخبائث}، والعقلاء متفقون على كون الدخان خبيثاً في شكله وريحه وأثره.
2 - قوله تعالى: {ولا تقتلوا أنفسكم}، وقد ثبت -طباً- أن تناول الدخان سبب لأمراض مستعصية تؤول بصاحبها إلى الموت[ ] ،وهذا بشهادة الأطباء المختصين أن التدخين سبب إصابة تسعة من بين كل عشرة من المصابين بسرطان الرئة، وكذلك يدخل التدخين ضمن مسببات أمراض القلب والجلطة الدماغية وانتفاخ الرئة والتهاب القصبة الهوائية، وكذا هو سبب للإصابة بالعنة، أو الضعف الجنسي ؛وقد ورد في إحصائيات منظمة الصحة العالمية أن التبغ يقتل سنوياً أكثر من أربعة ملايين شخص في العالم؛ فيكون متناوله قد تعاطى سبب هلاكه.
3 - قوله تعالى: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}، قال صاحب (المنار) رحمه الله تعالى: "قال بعضهم: يدخل فيه الإسراف الذي يوقع صاحبه في الفقر المدقع، فهو من قبيل: {وكلوا واشربوا ولا تسرفوا} (المنار2/213).
4 - قوله تعالى: {وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين}، ووجه الدلالة من الآية أن الله تعالى نهى عن الإسراف في المباحات بمجاوزة الحد في تعاطيها، فمن باب أولى يكون النهي عن صرف المال فيما لا نفع فيه.
قال الإمام أبو محمد بن حزم في (المحلى): "مسألة 1027: السرف حرام، وهو:
- النفقة فيما حرم الله تعالى قَلَّت أو كثرت ولو أنها قدر جزء من جناح بعوضة.
- أو التبذير فيما لا يحتاج إليه ضرورة،مما لا يبقى للمنفق بعده غنى.
- أو إضاعة المال وإن قلَّ برميه عبثاً".ومتعاطي الدخان قد تناوله كلام الإمام ابن حزم رحمه الله لكونه ينفق فيما حرَّم الله تعالى ويضيع المال بإحراقه عبثاً في غير فائدة.
5 - قوله تعالى: {ولا تبذر تبذيراً * إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين}، وإنفاق المال في الدخان تبذير من حيث كونه إفساداً.
ومن السنة المطهرة ..
1 - قوله صلى الله عليه وسلم: "وأنهاكم عن ثلاث: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال" (رواه البخاري[ ] )، وإنفاق المال في الدخان إضاعة له لأنه صرف له فيما لا فائدة فيه.
2 - قوله صلى الله عليه وسلم: "لا ضرر ولا ضرار" (أخرجه الإمام أحمد وغيره وهو في صحيح الجامع: 7517)، فثبت أن كل ما غلب ضرره على نفعه فتناولُه حرام، وتناول الدخان موجب للضرر بمتناوله ومن يحيطون به من زوج وعيال وزملاء.وكذلك الاركيلة فحكمها حكم الدخان وهي أشد ضررا من الدخان.
والله اعلم
الشيخ منصور بنوت
2-هل يجوز اللعب بالزهر اي ما يسمى بالطاولة؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاللعب بالنرد حرام عند الجمهور ، وكل لعبة دخل فيها النرد فهي محرمة، كالطاولة والورق وغيرها لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من لعب بالنردشير فكأنما صبغ يده في لحم خنزير ودمه. رواه مسلم.
قال النووي: صَبَغَ يَده فِي لَحْم الْخِنْزِير وَدَمه فِي حَال أَكْله مِنْهُمَا وَهُوَ تَشْبِيه لِتَحْرِيمِهِ بِتَحْرِيمِ أَكْلهمَا. انتهى.
وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: من لعب بالنرد فقد عصى الله ورسوله. رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه، وحسنه الألباني. وفي عون المعبود: فَاللَّعِب بِهِ حَرَام. قَالَ الْعَزِيزِيُّ: لِأَنَّ التَّعْوِيل فِيهِ عَلَى مَا يُخْرِجهُ الْكَعْبَانِ أَيْ الْحَصَا وَنَحْوه فَهُوَ كَالْأَزْلَامِ انتهى.
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَهَى عَنْ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَالْكُوبَةِ وَالْغُبَيْرَاءِ. رواه أبو داود وأحمد، وصححه الألباني. قال ابن الأثير: والكُوبة هي النَّرْد. وقيل: الطَّبْل . وقيل: البَرْبَط انتهى.
وقد كان ابن عمر إذا وجد أحدا من أهله يلعب بالنرد ضربه وكسرها. رواه البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني.
فالمؤمن يستغل وقته فيما يصلح دنياه أو آخرته.
جاء في الأثر أنه "ما من يوم ينشق فجره إلا وينادي: يا ابن آدم، أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فتزود مني، فإني لا أعود إلى يوم القيامة".وكان الحسن البصري رحمه الله يقول: "يا ابن آدم إنما أنت أيام إذا ذهب يوم ذهب بعضك".وقال الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "ما ندمت على شيء، ندمي على يوم غربت شمسه، نقص فيه أجلي، ولم يزدد فيه عملي". وقال الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: "الليل والنهار يعملان فيك".ويقول الإمام الشافعي رحمه الله: "صحبت الصوفية، فاستفدت منهم خصلتين: الوقت كالسيف, إن لم تقطعه قطعك, ونفسك إن لم تشغلها بالخير شغلتك بالشر".والحمد لله .
والله اعلم
الشيخ منصور بنوت
3-السلام عليكم ،ما حكم الشرع في مسألة ما يسمى المخدرات الرقمية مع العلم انها مادة لا تدخل الفم او الجسد وكيف يقي الاهل والاولاد والمجتمع من هذه المصيبة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب:
جاءت الشريعة الاسلامية بحفظ العقل؛ لأنه أحد الضروريات الخمس التي لا بد منها لقيام مصالح الدين والدينا وقد حافظت الشريعة على العقل من ناحيتين:
الناحية الأولى : الحفاظ على وجوده ،وذلك بفعل ما به قيام العقل وثباته ،ولما كان العلم النافع يزيد من قوة إدراك العقل ويزيد من عمق تفكيره جعل منه الإسلام ما يجب تعليمه على كل مكلف سواء كان ذكرا أو أنثى وهذا العلم منه ما هو فرض عين لا يعذر أحد بجهله ومنه ما يكون فرض كفاية .
الناحية الثانية: عدم تضيعه ، وذلك بحفظ العقل من كل ما يؤثر فيه بشكل سلبي وهذا يتضح فيما يلي:
أ ـ حرم الإسلام الجناية على العقل بالضرب والترويع، وجعل الدية كاملة على من تسبب في إزالته يقول ابن قدامة ـ رحمه الله ـ : " وفي ذهاب العقل الدية، لا نعلم في هذا خلافا.." .
ب ـ النهي عن كل ما يؤثر على وظائفه ومن ذلك : تحريم شرب الخمر وكل مسكر ومفتر والمعازف وكل ما يؤثر على العقل ،فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم قوله:{ لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي قَوْمٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ } أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ .
ج ـ ومن صور محافظة الإسلام على العقل، تحريم ما تنكره العقول وله تأثير عليها كالسحر الذي يؤثر على العقل كليا أو جزيئا فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم قوله: ((اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا يا رسول الله وما هن قال: الشرك بالله، والسحر..)) .
ومما مر يتبين لنا أن كل شيء يودي إلى تغييب العقل سواء أكان ذلك بالإسكار أم بغيره من التأثيرات (كالسحر والغناء ،والمخدرات وغيرها من التأثيرات)التي تفقد الإنسان السيطرة على عقله،فهي حرام
ومنها :المخدرات الرقمية .
والمقصود بالمخدرات الرقمية وفقاً للأخبار المتداولة هو نوع خاص من الموسيقى ذات الترددات المميزة والمختلفة تحث المخ على أن يقوم بعمل موجات دماغية تؤثر في الحالة المزاجية والنفسية للإنسان، وتجعله يشعر بشعور متعاطي المخدرات التقليدية، إلا أن هذه الموجات التي يصدرها المخ تتسبب في حدوث تشنجات وحركة غير اعتيادية للجسم، وقد أجمع الخبراء على أن هذا النوع من المخدرات أشد فتكًا من المخدرات التقليدية.
أما من الناحية الإجتماعية فإن المخدرات الرقمية فعلاً أشد خطراً من المخدرات التقليدية للأسباب التالية :
1 – سهولة الحصول عليها من خلال شبكة الإنترنت .
2 – انخفاض تكلفتها المادية مما يصعب على الآباء ملاحظتها .
3 – عدم وجود أعراض جسمانية واضحة .
4 – إمكان الحصول عليها في أي سن ، فكل ما يتطلبه الأمر جهاز حاسوب في الغرفة .
5 – عدم وجود بنية قانونية لمطاردة و مكافحة هذا النوع من السموم الصوتية .
أماكيف نحافظ على اولادنا من المخدرات الرقمية:
1 – يجب عدم ترك جهاز الكومبيوتر في غرفة الأطفال الصغار ، بل يجب أن يكون في مكان مفتوح سهل الرقابة.
2 – يجب تشجيع الأبناء على الإندماج في أنشطة اجتماعية و تطوعية تفرغ طاقاتهم بشكل إيجابي و تمنحهم شعور بتقدير الذات .
3 – يجب بناء روابط إنسانية مع الأبناء خاصة في فترة المراهقة بما يضمن مصارحتهم لكم لتجاربهم الغير أمنة بدون خوف من العقاب 4 – يجب توعية الشباب بان موضوع المخدرات الرقمية هو مجرد وهم يؤدي لفقدان المال والعقل و إضرار الجهاز السمعي......
5-تقوية الوازع الديني بالمراقبة لله. قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (احْفَظِ اللَّهَ؛ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ؛ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).
6- التربية الصالحة بالقول والفعل للاولاد : قال -تعالى-: (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا) (الأعراف:58).
7- تحذيرهم من أصحاب السوء: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ) (رواه الترمذي، وحسنه الألباني).
8-الإقبال على المساجد ومجالس العلم، ومصاحبة الصالحين وحفظ القرآن: قال -تعالى-: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) (الكهف:28)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّمَا مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً) (متفق عليه).
يحسن بنا ان نذكر بعض القصص التي فيه عبرة مثل: تحدث أحد رجال مكافحة المخدرات عن شاب من هؤلاء الذين أصبحوا أسرى للمخدرات، الذي يسرق أموال أمه وأخته، ثم بدأ يبيع أثاث البيت حتى لم يبق شيء يبيعه.. أتدرون -عياذًا بالله- ماذا فعل؟! أوقع أخته في الإدمان من غير علمها، ثم أخذ يتاجر بعرضها وشرفها من أجل المال الذي يدمن به المخدرات، ولم يقف عن هذا الحد، بل سولت له نفسه، فكرر ذلك بأمه ليزيد من دخله المالي لأجل الإدمان! وإنا لله وإنا إليه راجعون.
والله اعلم
الشيخ منصور بنوت