من آداب الحج والعمرة


بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

قال الله -تعالى-: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ

وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ} [البقرة: 197]،

وقال النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «والحجُّ المبرور ليس له جزاء إلا الجنَّة»

[أخرجه البخاري 1773 ومسلم 1349 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه].

فينبغي -أخي الحاجّ- أن يقوم بشعائر الحجِّ على سبيل التَّعظيم والإجلال والمحبَّة والخضوع لله ربِّ العالمين

فيؤدِّيها بسكينةٍ ووقارٍ واتباعٍ لرسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-.

وينبغي أخي أن تشغل هذه المشاعر العظيمة بالذِّكر والتَّكبير والتَّسبيح والتَّحميد والاستغفار؛

لأنَّه في عبادةٍ من حين أن يشرع في الإحرام حتَّى يحلّ منه.

ليس الحجُّ نزهةً للهو واللعب يتمتع به الإنسان كما شاء من غير حجٍّ كما يشاهد من بعض النَّاس يفرط في اللعب والضَّحك

والاستهزاء بالخلق وغير ذلك من الأعمال المنكرة كأنَّما شرع الحجُّ للمرح واللعب.

عليك -أخي الحاجّ- أن تحافظ على ما أوجبه الله عليه من الصَّلاة جماعة في أوقاتها والأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر.

وينبغي أن يحرص على نفع المسلمين والإحسان إليهم بالإرشاد والمعونة عند الحاجة وأن يرحم ضعيفهم خصوصًا في مواضع الرَّحمة كمواضع الزّحام ونحوها فإنَّ رحمة الخلق جالبةٌ لرحمة الخالق وإنَّما يرحم الله من عباده الرُّحماء.

وأن تتجتنب الرَّفث والفسوق والعصيان والجدال لغير نصرة الحق أمَّا الجدال من أجل نصرة الحقِّ فهذا واجب في موضعه.

وأن تجتنب الاعتداء على الخلق وإيذاءهم فيتجنب الغيبة والنَّميمة والسَّبّ والشَّتم والضَّرب والنَّظر إلى النِّساء الأجانب فإن هذا حرامٌ في الإحرام وخارج الإحرام فيتأكد تحريمه حال الإحرام.

الشَّيخ محمَّد بن صالح العثيمين (من كتاب المنهج)

يوم التَّروية اليوم الثَّامن من ذي الحجّة

أعمال هذا اليوم:

1- يستحب له أن يغتسل ويتطيب قبل إحرامه.

2- يسنُّ للمحل (المتمتع) الإحرام بالحجِّ قبل الزوال.

3- ينوي الإحرام بالحجِّ يقول: (لبيك حجًّا) وإن كان خائفًا من عائق يمنعه من إكمال حجّه اشترط فقال: (وإن حبسني حابس فمحلي حيث حبسني) وإن لم يكن خائفًا فلا يشترط.

4- الخروج إلى منى يوم التَّروية والمبيت بها ليلة التَّاسع ويسنُّ أن لا يخرج منها إلا بعد طلوع الشَّمس وصلاة خمس صلوات بها.

5- الإكثار من التَّلبية وصفتها أن يقول: (لبيك اللهمَّ لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إنَّ الحمد والنِّعمة لك والملك لا شريك لك) إلى أن يرمي جمرة العقبة يوم النَّحر.

6- قصر الصَّلاة الرُّباعيَّة اثنتين كالظُّهر والعصر والعشاء.

7- المحافظة على صلاة الجماعة مع الإمام وألا تفوتك تكبيرة الإحرام.

8- الحرص على صلاة الوتر سواء آخر الليل وهو أفضل، أو قبل النَّوم أو بعد صلاة العشاء.

تنبيهاتٌ على بعض المخالفات:

1- الاضطباع عند لبس الإحرام وإنَّما يشرع حال طواف القدوم أو العمرة.

2- ومن المخالفات ما يظنُّه كثيرٍ من الحجاج من أنَّ الإحرام هو لبس الإزار والرِّداء بعد خلع الملابس والصَّواب أن هذا استعداد للإحرام لأنَّ الإحرام هو نيَّة الدُّخول في النُّسك.

3- اعتقاد بعض النِّساء أنَّ للإحرام لونًا خاصًّا كالأخضر مثلًا، وهذا خطأ فالمرأة تحرم بثيابها العادية إلا ثياب الزِّينة، أمَّا الثِّياب الضَّيِّقة والشَّفافة فلا يجوز لبسها لا في الإحرام ولا في غيره.

4- صلاة الفرض بالإزار دون الرِّداء فيصلِّي الكثيرون وقد كشفوا ظهورهم وعواتقهم وهذا خطأ؛ لأنَّ النَّبيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- يقول «لا يصلِّي أحدكم في الثَّوب الواحد، ليس على عاتقيه منه شيء» [رواه البخاري 359 ومسلم 516].

5- قص شعر اللحية عند الإحرام مع أنَّ القص والحلق ممنوعان بكلِّ حالٍ والعارضان من اللحية.

6- ومن المخالفات ما يعتقده بعض الحجاج من أنَّ لباس الإحرام الَّذي لبسه عند الميقات لا يجوز تغييره ولو اتسخ، وهذا جهلٌ منهم بل يجوز أن يغير ملابس الإحرام بمثلها أو يغسلها.

7- الجمع بين الصَّلوات يوم التَّروية ليس من السُّنَّة، ولكن السُّنَّة القصر: تصلِّي الظُّهر والعصر والعشاء ركعتين فقط في مواقيتها.

8- ومن المخالفات صلاة السُّنن الرَّواتب، ما عدا سنة الفجر لمحافظة النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- عليها في السَّفر وإن صلَّى تطوُّعًا مطلقًا جاز ذلك لعدم المشقَّة.

9- عدم الحرص على صلاة ذوات الأسباب منَ النَّوافل كالضُّحى وسنَّة الوضوء وسنَّة الإشراق.

10- عدم الإكثار من قراءة القرآن في هذه المواطن وهي مواطن عبادةٍ.

11- ترك المبيت بمنى هذا اليوم حيث إنَّ بعض الحجاج ينطلقون إلى عرفات.

يوم عرفة التَّاسع من ذي الحجّة

أعمال هذا اليوم:

1- السَّير إلى عرفة بعد طلوع الشَّمس.

2- النَّزول بنمرة إلى الزَّوال إن تيسر ذلك، وإلا فلا حرج؛ لأنَّ النُّزول بها سنَّة.

3- صلاة الظُّهر والعصر جمعًا وقصرًا (جمع تقديم) كما فعل النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- ليطول وقت الوقوف والدُّعاء.

4- يستحب للحاجِّ في هذا الموقف أن يجتهد في ذكر الله -تعالى- ودعائه والتَّضرع إليه، ويرفع يديه حال الدُّعاء، وإن لبى أو قرأ شيئًا من القرآن فحسن.

5- الوقوف بعرفة إلى غروب الشمس.

6- الإحسان إلى الحجاج بسقي الماء وتوزيع الطَّعام وحسن المعاملة والأدب معهم.

تنبيهاتٌ على بعض المخالفات:

1- الوقوف خارج حدود عرفة مع أنَّها محددة بأعلامٍ واضحةٍ، والوقوف بها ركنٌ لا يتمُّ الحجّ إلا به (وبطن عرنة ليس من عرفة).

2- انصراف بعض الحجاج من عرفة قبل غروب الشمس وهذا لا ينبغي لأنه خلاف السنة ، حيث وقف النبي صلى الله عليه وسلم حتى غربت الشمس وغاب قرصها.

3- التَّكلف بالذَّهاب للجبل وصعوده، والتَّمسح به، واعتقاد أنَّ له مزيَّةٌ وفضيلةٌ توجب ذلك وهذا لم يرد عنِ النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-.

4- استقبال بعض الحجاج الجبل (جبل الرَّحمة) ولو كانت القبلة خلف ظهورهم أو عن أيمانهم أو شمائلهم، وهذا خلاف السُّنَّة، لأنَّ السُّنَّة استقبال القبلة كما فعل النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-.

5- الانشغال يوم عرفة بالضَّحك والمزاح والكلام الباطل، وترك الذِّكر والدُّعاء في ذلك الموقف العظيم.

6- اصطحاب آلات اللهو والانشغال بها في هذا اليوم العظيم.

7- كثير من الحجاج في آخر العصر ينشغل بالرَّحيل من العلم أنَّه أفضل وقت للدُّعاء وهو وقت مباهاة الله بعباده.

ليلة مزدلفة

أعمال هذه الليلة:

1- السَّير من عرفة إلى مزدلفة بعد مغيب الشَّمس بسكينةٍ وخشوعٍ.

2- صلاة المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا بأذانٍ واحدٍ وإقامتين قبل حطِّ الرَّحل.

3- المسارعة إلى النَّوم بعد الصَّلاة وعدم الانشغال بشيءٍ.

4- المبيت بمزدلفة وهو واجبٌ، ويجوز للضُّعفاء منَ الرِّجال والنِّساء أن يدفعوا في آخر الليل بعد غياب القمر، وأمَّا من ليس ضعيفًا ولا تابعًا لضعيفٍ فإنَّه يبقى بمزدلفة حتَّى يصلِّي الفجر اقتداءً برسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-.

5- صلاة الفجر مبكرًا. ثمَّ يقصد المشعر الحرام فيوحد الله ويكبره ويدعو بما أحبّ حتَّى يسفر جدًّا. وإن لم يتيسر له الذَّهاب إلى المشعر الحرام دعا في مكانه لقول النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «ووقفت ههنا، وجمع كلها موقف» [أخرجه مسلم 1218] جمع يعني مزدلفة.

6- الانشغال بالدُّعاء إلى الإسفار جدًّا مع رفع اليدين.

تنبيهاتُ على بعض المخالفات:

1- يسرع كثير من الحجاج إلى صلاة المغرب والعشاء دون تحري جهة القبلة وكذلك في صلاة الفجر، والواجب في هذا التَّحري لجهة القبلة أو سؤال من يظنُّ فيه معرفة جهة القبلة.

2- الاشتغال في مزدلفة بلقط الحصى قبل الصَّلاة مع أنَّ الحصى يصحُّ أخذه من منى أو غيرها.

3- عدم التَّحري في المبيت داخل مزدلفة.

4- تأخير صلاة المغرب والعشاء إلى ما بعد نصف الليل، وإن كان يخشى أن لا يصل مزدلفة إلا بعد نصف الليل فإنَّه يصلِّي ولو قبل الوصول إلى مزدلفة.

5- انصراف الكثير من مزدلفة قبل نصف الليل وتركهم المبيت بها مع أنَّه من واجبات الحجّ.

6- ترخص الأقوياء في الخروج إلى منى قبل الصَّبح مع أنَّ الرُّخصة إنَّما هي للضُّعفاء . أما غيرهم فقبيل طلوع الشَّمس.

7- إحياء الليل سواءً بدرسٍ أو حديثٍ أو غيرها.

8- عدم الوقوف للدُّعاء من بعد صلاة الفجر وعدم رفع اليدين.

9- تأخير صلاة الفجر إلى قرب طلوع الشَّمس أو صلاتها بعد طلوع الشَّمس.

10- النَّوم بعد صلاة الفجر.

11- سرعة انصراف النَّاس بسيارتهم مع مزاحمة الحجاج ممَّا يؤدِّي إلى حوادث.

12- جمع حصى الجمار ليوم العيد وأيام التَّشريق سبعين حصاةٍ.

13- غسل حصى الجمار.

يوم النَّحر اليوم العاشر من ذي الحجّة

أعمال هذا اليوم:

1- الدَّفع من مزدلفة إلى منى قبل طلوع الشَّمس بسكينةٍ وخشوعٍ.

2- يستحب الإسراع عند المرور بوادي محسر إن تيسر ذلك.

3- الانشغال بالتَّلبية حتَّى يصل جمرة العقبة ثمَّ يقطع ويجعل منى عن يمينه والبيت عن يساره ويرمي جمرة العقبة بسبع حصياتٍ متعاقباتٍ، يرفع يده عند كلِّ حصاةٍ ويكبر، ويحرص على أن يقع الحصى في الحوض.

4- ذبح الهدي، ويستحب أن يباشره الحاجّ إن تيسر كما فعل النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- ويقول عند ذبحه: «بسم الله و الله أكبر، اللهمَّ هذا منك ولك» [صحَّحه الألباني 1152 في إرواء الغليل] ويوجهه إلى القبلة.

5- يحلق شعر رأسه أو يقصر والحلق أفضل، ولا يكفي تقصير بعض شعر الرَّأس بل لابد من تقصيره كلّه كالحلق، والمرأة تقصر من كلِّ ضفيرة قدر أنملة (رأس الإصبع).

6- بعد رمي جمرة العقبة والحلق أوِ التَّقصير يباح للمحرم كلّ شيءٍ حرم عليه بالإحرام إلا النِّساء، ويسمى هذا التَّحلل الأول.

7- يسن له بعد هذه التَّحلل التَّنظف والتَّطيب والتَّوجه إلى مكة ليطوف طواف الإفاضة ويسمى هذه الطواف (طواف الزِّيارة) وهو ركن لا يتم الحج إلا به وبعده يحلَّ له كل شئ حتَّى النَّساء.

8- السَّعي بين الصَّفا والمروة للمتمتع والمفرد والقارن الَّذي لم يسعَ مع طواف القدوم.

9- إن قدَّم النَّحر على الرَّمي أوِ الطَّواف عليهما أو الحلق أجزأه ذلك فيفعل الحاجُّ الأرفق به وإن كان الأفضل الرَّمي ثمَّ الذَّبح ثمَّ الحلق ثمَّ الطَّواف كما هي السُّنَّة .

تنبيهاتٌ على بعض المخالفات: 

1- رمي الجمار من بعيدٍ وعدم التَّأكد من وصولها إلى الحوض.

2- توكيل بعض الأقوياء في الرَّمي مع أنَّ التوَّكيل إنَّما ورد عن الضُّعفاء ونحوهم.

3- رمي الجمرة بالنّعال والحجارة الكبيرة ونحوها.

4- القول مع كلِّ جمرةٍ اللهمَّ إغضابًا للشَّيطان وإرضاءً للرَّحمن.

5- الوقوف للدُّعاء عند جمرة العقبة.

6- رمي جمرة العقبة من خلفها.

7- اعتقاد أنَّ الشَّيطان عند الجمرات وتسمية بعض الحجاج له شيطانًا كبيرًا وشيطانًا صغيرًا.

8- بعض الحجاج هداهم الله في يوم العيد يحلقون لحاهم ظنًّا أنَّ ذلك من الزِّينة، هذه معصية في وقتٍ ومكانٍ فاضلين.

9- تعريض الهدي بعد ذبحها إلى الإتلاف مع أنَّه يمكن نقلها إلى الضُّعفاء.

10- الرَّمل والاضطباع في طواف الإفاضة والوداع وإنَّما الَّذي شُرع هو في طواف القدوم أو طواف العمرة.

11- المزاحمة الشَّديدة للوصول إلى الحجر لتقبيله حتَّى إنَّه يؤدِّي في بعض الأحيان إلى المقابلة والمشاحنة والأقوال المنكرة الَّتي لا تليق بهذا العمل ولا هذا المكان. والله -تعالى- يقول: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} [البقرة: 197].

12- اعتقاد البعض أنَّ الحجر نافعٌ بذاته ولذلك تجدهم إذا استلموه مسحوا بأيديهم على بقية أجسادهم وهذا جهلٌ وضلالٌ فالنَّافع هو الله وحده، وعمر عندما استلم الحجر قال: «إني أعلم أنَّك حجرٌ، لا تضرُّ ولا تنفع، ولولا أنِّي رأيت النَّبيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- يقبلك ما قبلتك» [أخرجه البخاري 1597 ومسلم 1270].

13- استلام بعض الحجاج لجميع أركان الكعبة وربما استلموا جدرانها وتمسحوا بها وهذا جهلٌ وضلالٌ، فإنَّ الإسلام عبادةٌ وتعظيمٌ لله -عزَّ وجلَّ- فيجب الوقوف فيه على ما صحَّ، لأنَّ الثَّابت عنِ النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنهَ لم يستلم من البيت سوى الرُّكن اليماني والحجر الأسود.

14- تقبيل الرُّكن اليماني وهذا خطأٌ فالرُّكن اليماني يُستلم باليد فقط ولا يقبل ولا يشار إليه.

15- تخصيص كلِّ شوطٍ بدعاءٍ معينٍ لا يدعو فيه بغيره.

16- الدُّعاء الجماعي وما فيه منَ التَّشويش على الطَّائفين وهذا من البدع حيث لم ينقل عنِ النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- ولا الصَّحابة -رضي الله عنهم-.

17- الصَّلاة خلف المقام مباشرةً مع وجود الزّحام الشَّديد، ويمكن أن يصلِّي في أيِّ موضعٍ من الحرم.

18- تطويل القراءة في سنَّة الطواف، ثمَّ رفع اليدين والدُّعاء بعدها، وهذا مخالفٌ لسنَّة النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-.

19- طواف بعض الحجاج جماعات متشابكين فهذا فيه مضايقة شديدة لعباد الله.

20- الطَّواف حول الكعبة من داخل الحجر وهذا غير صحيح، لأنَّ الحجر من الكعبة ولا يجوز الطَّواف داخله.

21- حمل المناسك أو كتاب الأدعية الخاص بكلِّ شوطٍ فالمسلم يدعو بما شاء.

22- التَّكبير عند محاذاة الرُّكن اليماني دون الاستلام وهو قادرٌ عليه.

23- الجمع بين الصَّلوات في منى.

24- ترك المبيت بمنى.

أيَّام التَّشريق .. الحادي عشر والثَّاني عشر والثَّالث عشر

أعمال هذه الأيَّام:

1- رمي الجمرات الثَّلاث، يبدأ بالصُّغرى ثمَّ الوسطى ثمَّ العقبة الكبرى، يرمي كلّ جمرةٍ بسبع حصياتٍ يكبر عند كلِّ حصاة يرميها في اليومين الحادي عشر والثَّاني عشر (إن تعجل) وفي اليوم الثَّالث عشر (إن تأخر).

2- يسنُّ له بعد الرَّمي أن يتنحى يمينًا ويستقبل القبلة ثمَّ يدعو طويلًا رافعًا يديه، يفعل ذلك عند الصُّغرى والوسطى أمَّا العقبة فلا يفعل ذلك عندها.

3- المبيت بمنى وهو واجبٌ.

4- طواف الوداع وهو أخر أعمال الحجِّ.

5- استغلال هذه الأيَّام بطاعة الله من قراءة القرآن وذكر وتكبير وغيرها.

تنبيهاتٌ على بعض المخالفات .

1- ترك الدُّعاء عند الجمرة الصُّغرى والوسطى.

2- رمي الجمار قبل الزَّوال مع أنَّ وقته يبدأ بزوال الشَّمس والسُّنَّة الرَّمي بعد الزَّوال.

3- رمي الحصى بشدةٍ وعنفٍ وصراخٍ وسبٍّ وشتمٍّ لهذه الشَّياطين على زعمهم، وهذا جهلٌ، وإنَّما شُرع رمي الجمار لإقامة ذكر الله، ولهذا كان النَّبيُّ يكبِّرُ على إثر كلِّ حصاةٍ.

4- الدُّعاء عند جمرة العقبة.

5- إنَّ بعض الحجاح يبدأ الرَّمي بجمرة العقبة ثمَّ الوسطى ثمَّ الصُّغرى وهذا خطأ والصَّحيح العكس.

6- رميهم الحصى جميعًا بكفٍّ واحدةً مرَّةً واحدةً وهذا خطأٌ فاحشٌ، وقد قال أهل العلم إذا رمي بكفٍّ واحدةً أكثر من حصاةٍ لا يحتسب له سوى حصاةً واحدةً، والواجب أن يرمي الحصى واحدةً واحدةً كما فعل النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-.

7- تهاون بعض الحجاج برمي الجمار بأنفسهم فتراهم يوكلون من يرمي عنهم مع قدرتهم على الرَّمي وهذا مخالفٌ لما أمر الله -تعالى- به من إتمام الحجِّ حيث قال -سبحانه-: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} [البقرة: 196].

8- نزول بعض الحجاج من منى يوم النَّحر قبل رمي الجمرات؛ ليطوفوا للوداع ثمَّ يرجعوا إلى منى فيرموا الجمرات ثمَّ يسافروا، وهذا لا يجوز؛ لأنَّه مخالفٌ لأمر النَّبيِّ وهو أن يكون آخر عهد الحاجِّ بالبيت، وإنَّما الوداع آخر أعمال الحجِّ.

ونسأل الله الكريم أن يتقبل منَّا ومنكم صالح الأعمال وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وسلَّم-.